[b]السَّيَّـارة إحدى وسائل النقل والمواصلات في العالم. هناك أكثر من 400 مليون سيارة ركاب وما يزيد على 100 مليون شاحنة خفيفة مقفلة أو مكشوفة. ويستخدم ملايين الأشخاص سياراتهم لتساعدهم على كسب الرزق أو السّفر بهدف المتعة.
توجد معظم سيارات العالم في كلّ من الولايات المتحدة، وكندا، واليابان، وأوروبا الغربية. وقد تغيرت أساليب الحياة في جميع هذه الدول تغيرًا كبيرًا بسبب السيارة، فلم يعد سكان المناطق الزراعية يعيشون في عزلة. ففي معظم الدول، تتيح لهم سياراتهم إمكانية الوصول بسهولة إلى المدن والحواضر. وأدّى ازدياد قابلية الانتقال لجميع فئات الشعب إلى استمتاع أكبر بأوقات الفراغ؛ إذ مكّن تطور السيارة سكان المدن من السفر إلى الريف لقضاء فترة استجمام، كما صار بإمكان الناس زيارة أقربائهم القاطنين في مناطق بعيدة أو نائية.
حدّد استخدام السيارة على نحو واسع سمات كثيرة مميزة للحياة العصرية. يرتبط الكثير من هذه السمات بالولايات المتحدة، الدولة الأولى التي أصبح استخدام السيارة شائعاً فيها. وتشمل هذه السمات إنشاء مراكز تجارية وفنادق خارج المدن، وإنشاء أنواع مختلفة من الأماكن التي يمكن ارتيادها بالسيارات بما في ذلك المطاعم والمصارف ودور السينما. وتوجد في دول كثيرة طرقات عامة ضخمة أنشئت بالدرجة الأولى للسيارات.
قبل أن يمتلك الناس السيارات، كانوا يمشون أو يركبون الدراجات لقطع مسافات قصيرة. وكان السفر لمسافات طويلة يتم في معظمه بالقطار أو بالترام أو بنوع من العربات التي تجرها الخيول أو بالجمال. وفي الواقع، كانت السيارات البدائية تسمى أحيانًا عربات بلا أحصنة.
يمكن أن يعزى منشأ السيارة إلى أوروبا. لكنها في الواقع، أصبحت أهم وسيلة نقل في الولايات المتحدة أولاً. وكانت معظم السيارات الأوروبية تصنع يدوياً، وكانت غالية الثمن، فكان الأغنياء فقط هم القادرين على شرائها. وفي أوائل القرن العشرين، بدأ كلّ من رانسم إيلي أولدز وهنري فورد ورواد آخرون عمليات الإنتاج بالجملة للسيارات. وعلى الرغم من أن بعض الناس لم تعجبهم "العربة بلا أحصنة"، فقد رحّب كثيرون بقدوم الآلة الجديدة، لأنها ستقوم مقام العربات التي تجرها الخيول. فلم يعد روث الخيل المقزز مبعثراً على الطرقات؛ يصدر روائح كريهة جداً ويجذب الذباب الناقل للأمراض. ولم يعد الناس بحاجة إلى تحمل عبء رعاية الخيول أو إلى التقيد بالتنقل إلى مسافات قصيرة.
في الوقت الحاضر، تملك الولايات المتحدة الأمريكية، نحو 130 مليون سيارة، أي أكثر من أي دولة أخرى. ففي كل من الولايات المتحدة وأستراليا وفرنسا وألمانيا الغربية سيارة لكل شخصين تقريبًا. أما بريطانيا فلديها سيارة لكل ثلاثة أشخاص تقريبًا، ولدى اليابان سيارة لكل أربعة أشخاص.
وتعد صناعة السيارات واحدة من أهم الصناعات في العالم؛ إذ يُنتج منها أكثر من 30 مليون سيارة سنويًا. وتنتج اليابان والولايات المتحدة معاً نحو نصف إنتاج العالم من السيارات. ومن أهم الدول الأخرى التي تنتج السيارات ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وأسبانيا. وهناك صناعة سيارات أيضاً في كل من أستراليا وتشيكوسلوفاكيا (السابقة) والهند وكوريا الجنوبية وماليزيا والسويد والمملكة المتحدة.
وترغب دول نامية كثيرة في إنشاء صناعة سيارات. وذلك لأنها تكفل وتدعم مجالاً واسعًا من الأعمال، كما تحفز النمو الاقتصادي. والواقع أن صناعة السيارات مُسْتَهْلِك مهم لصناعات أخرى، مثل صناعة الفولاذ. ويعمل الملايين من الناس في أعمال ترتبط بالسيارات، كصالات العرض وورش الإصلاح ومحطات الوقود.
أحدثت السيارات مجالات واسعة للعمل، و أضافت منافع كثيرة إلى الحياة اليومية. ولكنها جلبت أيضًا مشكلات كثيرة؛ فقد قلل ازدحامُ السيارات، خصوصاً في المدن الكبرى، من فوائد اقتناء السيارة، كما خلقت مشكلات الضجيج والتلوث. وتعاني الدول التي ليس لديها صناعة سيارات من مشكلات اقتصادية ناجمة عن التكلفة المرتفعة لاستيراد السيارات. و من ناحية أخرى، فقد أصبحت حوادث السيارات واحدة من أخطر المشكلات في الوقت الحاضر.
عولجت مشكلات استخدام السيارة بوسائل عدة خلال السنوات الأخيرة. فقد تم خفض التلوث في أماكن كثيرة عن طريق قوانين تنظم تصميم السيارات. كما اكتشف المهندسون أساليب لبناء طرق أكثر أمانًا، وطوَّر منتجو السيارات عوامل الأمان في السيارات وحسَّنوها. وقد ألزمت القوانين في دول كثيرة السائقين باستخدام تجهيزات الأمان في السيارات مثل أحزمة الأمان